أصيل بلدة سوسة في الشعر والفوتوغرافيا الشعراء في ليبيا علي كثرتهم من الذين زاروا زيارة طويلة أو خاطفة بلدة سوسة (1) الواقعة في شرق ليبيا ما بين البحر المتوسط وسفوح الجبل الأخضر ، هؤلاء الشعراء الليبيون علي كثرتهم لم تسعفهم علي ما يبدو قرائحهم الشعرية حتي الآن ببيت شعر واحد يقال في أصيل هذه البلدة الخلابة أو مسبح كليوباترا أو صخرتها الشهيرة المعروفة بـ : السفينة. أم أن فهمهم للقوافي مفقود.. مفقود. وعوضا عن ذلك انصرفت لغتهم الشعرية ومنذ أمد بعيد إلي الهلوسة أو ما يسمونه زورا وكذبًا بــ : الحداثة ؟.بينما مدرس مصري يقرض الشعر من باب الهواية ليس إلا ، مدرس يُدعي : علي محمد حمد ( لم يكن معروفا آنذاك في خمسينيات القرن الماضي في المحافل الأدبية المصرية ) . الجدير بالذكر أن المشهد الثقافي الليبي ومنذ العهود التركية المتعاقبة وما تلي ذلك من احتلال إيطالي بغيض عام 1911 واستمر بعد ذلك ردحا طويلا من القتل والتقتيل في الليبيين والنفي والتهجير عنوة للشرفاء والطلينة لذوي النفوس الضعيفة ، مرورا بحقبة المملكة الليبية عام 1951 وحتي العام الأربعين للثورة سنة 2009 . لم يُعرف ( بضم الياء ) المشهد الثقافي الليبي أو يتعاطي أصلا مع المحافل الأدبية الحقيقية ، واقتصرت الملتقيات في مدن الساحل والدواخل علي حد سواء بين أدعياء الثقافة وأنصاف المتعلمين علي ملتقيات حفلات التأبين لفنان مات من شدة المرض والفقر معا أو لشاعر أو أديب قضي نحبه مجهولا في أحد مشافي تونس الخضراء ، وفي هذه الملتقيات صورت لقطات كثيرة وكيف كانت تذرف الكلمات المزيفة والدامعة في آن علي منصات الخطابة. شاعر لم يتكرر بعد جاء المدرس البسيط والمتواضع جدا . جاء الأستاذ : علي محمد حمد ، من مصر في حافلة عتيقة ومتهالكة إلي ليبيا في أوائل العام 1953 ليعمل مدرسا للغة العربية في إحدى مدارس بنغازي لفترة وجيزة ثم انتقل إلي مدرسة سوسة الداخلية بناء علي رغبته للتدريس بها. وفي أثناء احدي جولاته وحيدا وقت الغروب ببلدة سوسة وعلي مقربة من الصخرة الشهيرة هناك داهمته عرائس الشعر (2) لتودع في خياله الخصب رائعته الشهيرة المعروفة بقصيدة : ( من وحي سوسه ). نشرت هذه القصيدة الخالدة أول مرة بصحيفة : البشائر (3) بتاريخ 27 .07 . 1953 تسبقها كلمة إهداء رقيقة إلي شاعر الوطن : أحمد رفيق المهدوي . ونظرا لما كانت تتمتع به هذه القصيدة من قيم جمالية رفيعة (أكثر من خمسين بيت من الشعر البديع) تم إدراجها علي نحو مختصر ضمن النصوص الأدبية في المنهج التعليمي لمدارس المرحلة الإعدادية في عموم ليبيا .
صخرة سوسة الشهيرة ( السفينة ) : تصوير فتحي العريبي - خريف 2009
قصيدة سوسة
أرأيت سوسة والأصيـل يلفّها في حلّة..
نُسجت من الأضواءِ؟
يسرى نسيم الليل طلقا ناعما ينساب بين
رياضها
الفناء
وهنا بسوسة قد لقيتك ثانيــاً وكذا الحياة
تقاربُُ
وتنائـي
الشاعر المصري : علي محمد حمد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) فنان تشكيلي وكاتب ليبي مستقل
Freelance
– رئيس تحرير مجلة كراسي
www.kraassi.com
في الروابط التالية :
(1)
http://khaledelhaddar.maktoobblog.com/1616217/..... (3) http://www.jeel-libya.net/show_article.php?section=2&id=8671 |